جدل في المغرب حول مصير محمية المهدية للطيور النادرة
صفحة 1 من اصل 1
جدل في المغرب حول مصير محمية المهدية للطيور النادرة
المصدر الشرق الأوسط, بيئة التاريخ الأربعاء, يوليو 07, 2010
حذر مهتمون بالمجال البيئي في المغرب من مخاطر تتعرض لها محمية المهدية، التي يطلق عليها أيضا اسم «محمية سيدي بوغابة»، بسبب تداعيات ما تتعرض له منطقة سيدي بوغابة، وكذا تردي الموقع الأثري لقصبة المهدية. وتعد هذه المحمية، القريبة من مدينة القنيطرة، إلى الشمال من العاصمة المغربية الرباط، أهم محمية للطيور النادرة في البلاد، وهي مدرجة في لائحة «رامسار» للمناطق الرطبة العالمية.
«الجمعية المغربية للعناية بالآثار والفن والثقافة» انتقدت السلطات المحلية في القنيطرة وبعض شركات الإسكان والعقار لما وصفته بـ«تخريب المجال البيئي والتراثي» في أعقاب موافقة السلطات المحلية على الترخيص بشق طريق بمحاذاة منطقة سيدي بوغابة.
ويقول حميد حمدي، رئيس «الجمعية»، إن شق طريق على مقربة من المحمية واستخدام معدات وجرافات ضخمة، كل ذلك أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من الطيور كما تسبب في اقتلاع مئات الأشجار من الغابة المحيطة بالمحمية، وتخريب جزء من قصبة (بناية) المهدية الأثرية، المعروفة أيضا بـ«قصبة السلطان مولاي إسماعيل»، التي يعود عهدها إلى الحقبة الرومانية. ورأى أن مثل هذه الأعمال الإنشائية والمشاريع الإسكانية تجري من دون أي احترام لخصوصيات المنطقة البيئية والثقافية والتراثية، وهو ما أدى إلى «تغيير معالم المنطقة بخلاف كل المعاهدات والمواثيق الدولية».
كذلك قال حمدي: «المشاريع الإسكانية كانت وراء جرف مئات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، مما يعرض منطقة المهدية لخطر اختلال التوازن البيئي وتلوث المياه السطحية والجوفية، بعدما تحولت المنطقة المجاورة للقصبة الأثرية المطلة على نهر سبو إلى مرمى للنفايات، نتيجة تقلص المناطق الخضراء». وطالب حمدي بتدخل عاجل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وإيفاد لجنة دولية للتحقيق في الموضوع بعدما تضررت أسوار القصبة بسبب أشغال شق الطريق وعمليات التوسع العمراني، بجانب الإضرار الحاصل بالمآثر التاريخية. وجاء هذا الطلب في رسالة وجهت إلى إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونيسكو، على اعتبار أنه سبق تصنيف محيط قصبة المهدية ضمن المواقع الأثرية من قبل وزارة الثقافة المغربية.
وفي المقابل، وفي حين تعذر معرفة رأي السلطات المحلية في القنيطرة إزاء اتهامات «الجمعية المغربية للعناية بالآثار والفن والثقافة»، نفى محمد الريبي، المسؤول في قسم المحميات بالمندوبية السامية للمياه والغابات (بمثابة وزارة في المغرب)، أن تكون أشغال الطريق المزمع تشييده بمحاذاة المحمية مصدر إزعاج للطيور المهاجرة أو أنها تسببت في خفض أعدادها. وصرح الريبي لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لا وجود على الإطلاق لأي مخاطر على الطيور، ونحن نتتبعها بشكل علمي ومضبوط وقد تأكدنا أن أعدادها لا تتناقص، وأنا أؤكد هذا الأمر بشكل قطعي». وأردف: «إن الطريق لا يمر في وسط المحمية، وهو يهدف أساسا إلى تخفيف الضغط على المحمية والمحافظة على البيئة».
كذلك قال الريبي «... جوهر القضية أننا أمام واقع منطقة شبه حضرية تشق طريقها لتصبح مجالا حضريا بكل المواصفات تحت ضغط الكثافة السكانية والتوسع العمراني. وهذا أمر يفرض علينا مواكبة التنمية، وفي الوقت نفسه المحافظة على المحمية وكل المعالم الطبيعية وخصوصيات المحميات. وعلى هذا الأساس فإننا نشتغل بمقاربة متعددة الاتجاهات، أي أننا نسعى إلى إدماج المحمية بشكل إيجابي في محيطها الحضري».
وحول مسألة اقتلاع الأشجار والتساهل مع المخالفات الناجمة عن استثمارات المقاولين العقاريين، أوضح المسؤول المغربي أن «المندوبية السامية للمياه والغابات وافقت على استغلال خمسة هكتارات لتثنية الطريق، وبالطبع، لا بد من اقتلاع بعض الأشجار.. وهذا يحدث أيضا في تشييد الطرق السريعة وغيرها من المشاريع. لكن في المقابل جرى إلزام المقاولين بتعويض وغرس عدد الأشجار التي ستقتلع ومضاعفتها عشر مرات، بجانب بناء سياج يحيط بكامل المحمية، وثمة اتفاقية بين مختلف الأطراف لتعويض الأشجار في مناطق أخرى».
وحول المكانة العالمية لمحمية المهدية، قال محمد الريبي: «إن مفهوم (محمية دولية) لا وجود له على الإطلاق. والمحمية تخضع إلى القوانين الوطنية، ولا تحمى إلا بالتشريعات الوطنية.. من بينها، مثلا، قانون القنص، لأن عددا كبيرا من الناس يظنون أن (لائحة المناطق العالمية الرطبة) المسماة اختصارا (رامسار) هي منظمة دولية، وهذا خطأ، إذ لا وجود في الحقيقة لمنظمة دولية بهذا الاسم، وكل ما هناك أن (رامسار) عبارة عن اتفاقية ولائحة اختيارية للمناطق الرطبة. ومحمية المهدية مثل بقية المحميات الوطنية المدرجة في لائحة (رامسار) التي تلزمنا بالحفاظ على المحميات وحمايتها».
وفي السياق ذاته، قال الريبي، إن مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات «تقدمت بمشروع قانون للبرلمان هو الآن قيد الدرس ومن شأنه تعزيز الترسانة القانونية لحماية المحميات والمجالات البيئية».
الجدير بالإشارة، أن محمية المهدية، تضم فرعا للجمعية العالمية «جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة» المعروفة اختصارا باسم (سبانا) ومقرها الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن. ولقد أنشأت «سبانا - المغرب» مركزا للتربية البيئية بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ووزارة التعليم، هو الأول من نوعه في البلاد. ويشير الموقع الإلكتروني لجمعية «سبانا - المغرب»، حيث تعذر الاتصال مع مسؤوليها، إلى أن لديها 11 مركزا موزعا على مختلف المناطق المغربية. وتتلقى «سبانا - المغرب» دعما ماديا وفنيا من عدد من الجهات، مثل وزارة الفلاحة (الزراعة) المغربية، و«سبانا» البريطانية، والاتحاد الدولي من أجل الطبيعة، والبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، وغيرها.
وتقدر مساحة محمية المهدية، بنحو 650 هكتارا موزعة بين 200 هكتار تغطيها البحيرة، وبقية المساحة عبارة عن غابة. وقد تم إدراج المحمية ضمن قائمة لائحة المناطق الرطبة (رامسار) عام 1980 مع ثلاث محميات مغربية أخرى في مدينتي إفران وطرفاية، قبل أن يصبح عدد المحميات المغربية المدرجة في لائحة «رامسار» 24 محمية، بعد إضافة 20 محمية خلال عام 1995. وتعيش في محمية المهدية أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة بين أوروبا وأفريقيا التي تمضي فصل الشتاء في المحمية، منها بضعة أنواع نادرة.
حذر مهتمون بالمجال البيئي في المغرب من مخاطر تتعرض لها محمية المهدية، التي يطلق عليها أيضا اسم «محمية سيدي بوغابة»، بسبب تداعيات ما تتعرض له منطقة سيدي بوغابة، وكذا تردي الموقع الأثري لقصبة المهدية. وتعد هذه المحمية، القريبة من مدينة القنيطرة، إلى الشمال من العاصمة المغربية الرباط، أهم محمية للطيور النادرة في البلاد، وهي مدرجة في لائحة «رامسار» للمناطق الرطبة العالمية.
«الجمعية المغربية للعناية بالآثار والفن والثقافة» انتقدت السلطات المحلية في القنيطرة وبعض شركات الإسكان والعقار لما وصفته بـ«تخريب المجال البيئي والتراثي» في أعقاب موافقة السلطات المحلية على الترخيص بشق طريق بمحاذاة منطقة سيدي بوغابة.
ويقول حميد حمدي، رئيس «الجمعية»، إن شق طريق على مقربة من المحمية واستخدام معدات وجرافات ضخمة، كل ذلك أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من الطيور كما تسبب في اقتلاع مئات الأشجار من الغابة المحيطة بالمحمية، وتخريب جزء من قصبة (بناية) المهدية الأثرية، المعروفة أيضا بـ«قصبة السلطان مولاي إسماعيل»، التي يعود عهدها إلى الحقبة الرومانية. ورأى أن مثل هذه الأعمال الإنشائية والمشاريع الإسكانية تجري من دون أي احترام لخصوصيات المنطقة البيئية والثقافية والتراثية، وهو ما أدى إلى «تغيير معالم المنطقة بخلاف كل المعاهدات والمواثيق الدولية».
كذلك قال حمدي: «المشاريع الإسكانية كانت وراء جرف مئات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، مما يعرض منطقة المهدية لخطر اختلال التوازن البيئي وتلوث المياه السطحية والجوفية، بعدما تحولت المنطقة المجاورة للقصبة الأثرية المطلة على نهر سبو إلى مرمى للنفايات، نتيجة تقلص المناطق الخضراء». وطالب حمدي بتدخل عاجل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وإيفاد لجنة دولية للتحقيق في الموضوع بعدما تضررت أسوار القصبة بسبب أشغال شق الطريق وعمليات التوسع العمراني، بجانب الإضرار الحاصل بالمآثر التاريخية. وجاء هذا الطلب في رسالة وجهت إلى إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونيسكو، على اعتبار أنه سبق تصنيف محيط قصبة المهدية ضمن المواقع الأثرية من قبل وزارة الثقافة المغربية.
وفي المقابل، وفي حين تعذر معرفة رأي السلطات المحلية في القنيطرة إزاء اتهامات «الجمعية المغربية للعناية بالآثار والفن والثقافة»، نفى محمد الريبي، المسؤول في قسم المحميات بالمندوبية السامية للمياه والغابات (بمثابة وزارة في المغرب)، أن تكون أشغال الطريق المزمع تشييده بمحاذاة المحمية مصدر إزعاج للطيور المهاجرة أو أنها تسببت في خفض أعدادها. وصرح الريبي لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لا وجود على الإطلاق لأي مخاطر على الطيور، ونحن نتتبعها بشكل علمي ومضبوط وقد تأكدنا أن أعدادها لا تتناقص، وأنا أؤكد هذا الأمر بشكل قطعي». وأردف: «إن الطريق لا يمر في وسط المحمية، وهو يهدف أساسا إلى تخفيف الضغط على المحمية والمحافظة على البيئة».
كذلك قال الريبي «... جوهر القضية أننا أمام واقع منطقة شبه حضرية تشق طريقها لتصبح مجالا حضريا بكل المواصفات تحت ضغط الكثافة السكانية والتوسع العمراني. وهذا أمر يفرض علينا مواكبة التنمية، وفي الوقت نفسه المحافظة على المحمية وكل المعالم الطبيعية وخصوصيات المحميات. وعلى هذا الأساس فإننا نشتغل بمقاربة متعددة الاتجاهات، أي أننا نسعى إلى إدماج المحمية بشكل إيجابي في محيطها الحضري».
وحول مسألة اقتلاع الأشجار والتساهل مع المخالفات الناجمة عن استثمارات المقاولين العقاريين، أوضح المسؤول المغربي أن «المندوبية السامية للمياه والغابات وافقت على استغلال خمسة هكتارات لتثنية الطريق، وبالطبع، لا بد من اقتلاع بعض الأشجار.. وهذا يحدث أيضا في تشييد الطرق السريعة وغيرها من المشاريع. لكن في المقابل جرى إلزام المقاولين بتعويض وغرس عدد الأشجار التي ستقتلع ومضاعفتها عشر مرات، بجانب بناء سياج يحيط بكامل المحمية، وثمة اتفاقية بين مختلف الأطراف لتعويض الأشجار في مناطق أخرى».
وحول المكانة العالمية لمحمية المهدية، قال محمد الريبي: «إن مفهوم (محمية دولية) لا وجود له على الإطلاق. والمحمية تخضع إلى القوانين الوطنية، ولا تحمى إلا بالتشريعات الوطنية.. من بينها، مثلا، قانون القنص، لأن عددا كبيرا من الناس يظنون أن (لائحة المناطق العالمية الرطبة) المسماة اختصارا (رامسار) هي منظمة دولية، وهذا خطأ، إذ لا وجود في الحقيقة لمنظمة دولية بهذا الاسم، وكل ما هناك أن (رامسار) عبارة عن اتفاقية ولائحة اختيارية للمناطق الرطبة. ومحمية المهدية مثل بقية المحميات الوطنية المدرجة في لائحة (رامسار) التي تلزمنا بالحفاظ على المحميات وحمايتها».
وفي السياق ذاته، قال الريبي، إن مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات «تقدمت بمشروع قانون للبرلمان هو الآن قيد الدرس ومن شأنه تعزيز الترسانة القانونية لحماية المحميات والمجالات البيئية».
الجدير بالإشارة، أن محمية المهدية، تضم فرعا للجمعية العالمية «جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة» المعروفة اختصارا باسم (سبانا) ومقرها الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن. ولقد أنشأت «سبانا - المغرب» مركزا للتربية البيئية بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ووزارة التعليم، هو الأول من نوعه في البلاد. ويشير الموقع الإلكتروني لجمعية «سبانا - المغرب»، حيث تعذر الاتصال مع مسؤوليها، إلى أن لديها 11 مركزا موزعا على مختلف المناطق المغربية. وتتلقى «سبانا - المغرب» دعما ماديا وفنيا من عدد من الجهات، مثل وزارة الفلاحة (الزراعة) المغربية، و«سبانا» البريطانية، والاتحاد الدولي من أجل الطبيعة، والبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، وغيرها.
وتقدر مساحة محمية المهدية، بنحو 650 هكتارا موزعة بين 200 هكتار تغطيها البحيرة، وبقية المساحة عبارة عن غابة. وقد تم إدراج المحمية ضمن قائمة لائحة المناطق الرطبة (رامسار) عام 1980 مع ثلاث محميات مغربية أخرى في مدينتي إفران وطرفاية، قبل أن يصبح عدد المحميات المغربية المدرجة في لائحة «رامسار» 24 محمية، بعد إضافة 20 محمية خلال عام 1995. وتعيش في محمية المهدية أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة بين أوروبا وأفريقيا التي تمضي فصل الشتاء في المحمية، منها بضعة أنواع نادرة.
مواضيع مماثلة
» فوائد الثوم للطيور
» فوائد فيتامين E للطيور
» إياك أن تستمع للطيور
» لغة الحسون في المغرب
» من أغرب الصور المفبركة للطيور
» فوائد فيتامين E للطيور
» إياك أن تستمع للطيور
» لغة الحسون في المغرب
» من أغرب الصور المفبركة للطيور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى