هل اطلاق الطيور والحيوانات تعتبر من الصدقة الجارية

هل اطلاق الطيور والحيوانات تعتبر من الصدقة الجارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

شيخنا الفاضل هل شراء الطيور والحيونات واطلاقها لوجه الله يعتبر من الصدقة الجارية وهل تشبه عتق الرقبة من ناحية الاجر وهل يجوز اهداء ثوابها للأموات .

جزاك الله خير يا شيخنا الفاضل وسدد خطاك وجمعنا واياك وجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات في الفردوس الاعلى إجابة فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك

لم يتعبّدنا الله بإطلاق الحيوانات ، ولا بِعتقها ! وليست مثل رِقاب بني آدم ، فإن الله كرّم بني آدم ، وجاء الحث على عِتق الرِّقاب المؤمنة ، وهذا يدل على أن الرِّق في الإسلام ليس مقصودا لِذاته ، بل لإدخال هؤلاء الأرقاء في الإسلام ، وذلك بأن يعيش هؤلاء الأرقاء ( أسرى الحرب ) داخل المجتمع المسلم ، ثم يكون لهم الاختيار ، وتكون لهم حُرية اتِّخاذ القرار دون وُجود ضغوط من أسيادهم ، أو صدّ عن سبيل الله مِن قِبل كُبرائهم .
ثم إذا أسلموا فقد جاء الحث على عِتق الرِّقاب في مناسبات شَتّى ، في كفارة اليمن ( ويُقابِل إطعام عشرة مساكين ) وفي كفارة الظهار والقتل الخطأ ، ( ويُقابِل صيام شهرين ) إلى غير ذلك مما جاء فيه الحث على العِتق .

بينما الطيور والحيوانات ليست كذلك ، فما كان منها يُربّى ويُؤكّل فإن إطلاقه وتَركه فيه تشبّه بأهل الجاهلية الذين سيّبوا السوائب !
وإن كان مما لا يُؤكَل ، فإن حَبسه حابِس فإنه مأمور بالإحسان إليه وإطعامه ، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : عذبت امرأة في هِرّة سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض . رواه البخاري ومسلم .

ولا يجوز إهداء ثواب مثل هذه الأعمال إلى الأموات ، لأن هذه الأعمال في الأصل غير مشروعة ، ولو تُصُدِّق عن الأموات لكان أولى وأفضل .

والله تعالى أعلم .