الطيور عالم جميل مليء بالغرابة والاختلاف

الطيور عالم جميل مليء بالغرابة والاختلاف
تاريخ النشر: السبت 19 فبراير 2011


عالم الطيور مليء بالكثير من المعلومات المثيرة والغريبة والطريفة في أحيان كثيرة، إذ يقدَّر عدد الأنواع الموجودة حالياً بنحو 9000 نوع، في حين يبلغ عدد الأنواع التي انقرضت منها إلى ما يقرب من 800 نوع.

(أبوظبي) - تشير المعلومات المتوافرة حول الطيور إلى أن جميع هذه الأنواع قادرة على الطيران باستثناء القليل منها كالبطريق والنعام، كما أنها تشبه الزواحف في كثير من الصفات كالتكاثر بالبيض، والتشكل الجنيني، وبنية الأجهزة الداخلية، وغياب الغدد الجلدية وتشابه عظام القحف، لكنها تختلف عن الزواحف في كون جسمها انسيابياً، يتحور الطرفان الأماميان فيه إلى أجنحة تُستخدم عادة للطيران والسباحة عند البطريق، أما الطرفان الخلفيان فيحملان الجسم، وتكسوهما حراشف قرنية.

وتشير نادية حمدان، متخصصة في علم الأحياء، إلى أن لمعظم الطيور أربعة أصابع، ثلاثة منها متجهة للأمام والرابعة نحو الخلف، ولكن في بعض الأنواع كالببغاء ونقار الخشب يتجه اثنان منهما إلى الأمام واثنان للخلف، وهي تساعدها في التثبت على الأغصان وجذوع الأشجار، كما أن للجوارح أرجلاً قوية مجهزة بمخالب حادة تستخدمها لاقتناص الفرائس، على عكس السنونو الذي تكون أرجله دقيقة وضعيفة، أما الطيور التي تعيش قرب المسطحات المائية كاللقلق والبلشون فأرجلها طويلة ذات أصابع نحيلة وطويلة لتساعدها على الخوض في طين المستنقعات، في حين تمتلك الدجاجيات أرجل كبيرة وقوية مجهزة بمخالب غير حادة تستخدمها للنبش والبحث عن الغذاء في الأرض، وتزود أرجل الطيور المائية بأغشية جلدية تمتد بين الأصابع تمكنها من السباحة في الماء.





ريش ومنقار

وتتميز الطيور، كما توضح حمدان، بوجود المنقار، الذي يختلف شكله باختلاف الأنواع، حيث يتناسب مع بيئة الطائر ونوعية غذائه، فمناقير العصافير التي تتغذى بالحشرات الصغيرة تكون بشكل عام رفيعة وحادة، أما الطيور التي تتغذى بالبذور فمناقيرها هرمية أو إسفينية، في حين أن للطيور الجارحة مناقير معقوفة وقوية لتساعدها على تمزيق الفرائس، إلى ذلك فإن للطيور التي تخوض في الماء مناقير طويلة ونحيلة وسابرة تستخدمها للبحث عن طعامها في الطين، كذلك يستعمل المنقار، إضافة إلى التقاط الطعام، في الكسر والنقر والاقتلاع والتمزيق والغَرْف وفي هندمة الريش وتنظيفه وفي إطعام الصغار والدفاع عن النفس وبناء العش.

أما بالنسبة للريش، الذي يكسو أجسام الطيور، فهو يتمتع بالقوة والمرونة وخفة الوزن، ويتمثل دوره في تأمين الحماية لها والعزل الحراري ومساعدتها على الطيران. ومن المثير أن الطيور تبدل ريشها دورياً بعملية الانسلاخ التي ترتبط بعوامل بيئية، مثل تغير درجة الحرارة والإضاءة وهرمونات الغدد الصم، حيث تقوم معظم الأنواع بتبديل ريشها مرة واحدة على الأقل كل عام، وهناك بعض الأنواع تفعل ذلك مرتين، وفي هذه الحالة يكون الانسلاخ الأول كاملاً ويتم في الصيف أو الخريف، أي بعد موسم التكاثر، أما الانسلاخ الثاني فيكون جزئيّاً ويحدث في بداية الربيع، والهدف منه ارتداء ريش الزواج الزاهي استعداداً للتكاثر.

آلية الطيران

وأكثر ما يميز الطيور قدرتها على الطيران، ماعدا أنواع قليلة منها. وهناك شكلان رئيسان للطيران: الطيران الانزلاقي “الشراعي”، والطيران برفرفة الجناحين “التحليق”، حيث يعد الانزلاقي أبسط أنواع الطيران، كما تشير حمدان، ويتم من دون رفرفة الأجنحة، بل ينزلق الطائر في الجو تحت تأثير تيارات الهواء الصاعدة، فيؤدي ذلك إلى توفير كبير في الجهد والطاقة. أما طيران التحليق، فيتم وفق آلية معقدة يساعدها شكل الجناح المصمم ليتلاءم مع الطيران، فهو سميك وملتف من حافته الأمامية، وضيّق من طرفه الخلفي، كما أنه مفلطح أو مُقعّر قليلاً من سطحه السفلي لتسهيل الصعود في الجو، وأكثر استدارة في سطحه العلوي ليلطف اندفاع الهواء. هذا ولا يستخدم الطائر في عملية الصعود إلا الجزء القاعدي من الجناح، حيث تعمل الريشات الأساسية الطويلة وكأنها محركات وسطوح منتظمة.

هذا وتعمل العديد من الصفات المورفولوجية والفيسيولوجية بدور كبير في تسهيل الطيران، فالهيكل العظمي مزود بقنوات هوائية تخفف الوزن مع حفظ متانته، وعضلات الصدر قوية، والتنفس منتظم ومتناسق مع الهضم والدوران وشكل الأجنحة، فالطيور السريعة الطيران، كالسنونو نحيلة الأجنحة منجلية الشكل، والطيور البحرية النورس طويلة الأجنحة نحيلة للمساعدة على الانزلاق فوق المحيطات في مختلف الظروف الريحية. وهنالك من الطيور ما فقدت قدرتها على الطيران، كالبطريق الذي تحولت أجنحته إلى ما يشبه المجاديف ليستخدمها في الغطس والسباحة، وكذلك النعامة التي ضمرت أجنحتها واقتصرت وظيفتها على جودة التوازن في أثناء الجري والعمل كمروحة للتبريد.

تعدد زيجات

تتميز الطيور بالشكلية الجنسية الثنائية، بحسب حمدان، إذ تختلف ذكور الطيور عن إناثها من حيث اللون أو الحجم أو السلوك أو الثلاثة معاً. وهي تتكاثر دورياً وفقاً للنمو الفصلي لغددها التناسلية، الذي يتم تحت تأثير العوامل الهرمونية الداخلية والعوامل الخارجية كازدياد طول النهار، واقتراب فصل الأمطار. وتبدأ عملية التكاثر بتشكيل الأزواج بين الذكور والإناث، ويترافق ذلك بحركات واستعراضات يقوم بها الذكر للفت انتباه الأنثى، أو بالغناء وإصدار أصوات معينة، وأحياناً يقوم الشريكان معاً برقصات غزلية جميلة. وتعتبر معظم الطيور أحادية الزيجة، لكن هذا لا يمنع من وجود أنواع “مزواجة” أو متعددة الزيجات كالطاووس والطنان. وثمة أنواع “ملولة” تغيّر شريكها في كل موسم من مواسم التكاثر مثل بعض أنواع البط، وبالمقابل توجد أنواع تبقى مع شريكها سنوات عدة، وأحياناً مدى الحياة كالنسور والإوز



اقرأ المزيد : المقال كامل - الطيور عالم جميل مليء بالغرابة والاختلاف - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=16665&y=2011&article=full#ixzz1KuC0NhXN